05 أبريل 2023
05 أبريل 2023

الدليل الكامل: ما هي إعلانات البانر؟ وما هي سبل عملها؟ (2023)

هل سبق لك أن قمت بزيارة موقع إلكتروني ما ولاحظت ظهور إعلان في الجزء العلوي أو على جانبي الصفحة؟ ربما يعني ذلك أنك كنت تنظر بالفعل إلى إعلان بانر (لافتة).

لطالما كانت إعلانات البانر موجودة منذ عقود طويلة، إلا أنها لا تزال تلعب دورًا هامًا في عصر الإعلانات الإلكترونية الراهن، ونجد بأنها في صراع دائم مع التحدي المتمثل في جذب انتباه الجمهور في عالم مليء للغاية بالإعلانات. ومن الجيد القول بأنه يمكن لإعلانات البانر عند تنفيذها بشكل صحيح أن تساعد الشركات في الوصول إلى جمهورها المستهدف وتحقيق أهدافها التسويقية.

نستكشف في هذا الدليل الشامل ماهية إعلانات البانر، وكيفية عملها، وكيف يمكنك إنشاء إعلانات بانر فعّالة تساهم في تحقيق النتائج المرجوة على أكمل وجه.

ما هي إعلانات البانر؟

إعلانات البانر هي عبارة عن نوع من الإعلانات الإلكترونية التي تستخدم صور الجرافيك الرسومية أو محتوى الوسائط المتعددة للترويج لعلامة تجارية أو منتج أو خدمة ما على المواقع الإلكترونية أو منصات التواصل الاجتماعي أو تطبيقات الهاتف المحمول.

وبالنظر إلى إعلانات البانر نجد أنها غالبًا ما تظهر في شكل لافتات مستطيلة أو مربعة الشكل حيث يتم عرضها في الجزء العلوي أو الجانبي أو السفلي من واجهة الموقع الإلكتروني أو التطبيق. ويمكن أن تكون إعلانات البانر ثابتة أو متحركة أو تفاعلية، كما أنها تحتوي عادةً على نصوص أو صور أو مقاطع فيديو وكذلك زر الحث على اتخاذ إجراء محدد (CTA) يشجع المُستخدمين على النقر للوصول إلى الصفحة المقصودة (صفحة الهبوط) أو موقع الويب. هذا، وتستهدف إعلانات البانر بشكل أساسي جذب انتباه مستخدمي الموقع الإلكتروني أو التطبيق وزيادة عدد الزيارات وحركة المرور إلى الموقع الإلكتروني المخصص للعلامة التجارية، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تعزيز حجم المبيعات والإيرادات المتأتية.

وعادةً ما يتم بيع إعلانات البانر على أساس تكلفة النقرة (CPC) أو تكلفة الظهور (CPM)، مما يعني أن المُعلنين يدفعون مقابل كل نقرة أو مرة ظهور تتلقاها إعلانات البانر الخاصة بهم. ويمكن توجيه هذه النوعية من الإعلانات لاستهداف شرائح جماهيرية محددة بناءً على مجموعة من العوامل المخصصة مثل البيانات الديموغرافية والمواقع الجغرافية والاهتمامات والسلوكيات مما يجعلها نسقًا مميزًا وعالي الفعالية والكفاءة من تنسيقات الإعلانات الرقمية. ونستعرض فيما يلي بعض أكثر أنواع إعلانات البانر الشائعة، وهي:

  • إعلانات البانر الثابتة: تعتبر إعلانات البانر الثابتة هي النوع الأساسي من إعلانات البانر حيث تتميز بكونها صورة أو رسم ثابت بسيط مشمولاً بزر الحث على اتخاذ إجراء محدد بشأنها. وتفتقر هذه النوعية من الإعلانات لأي عناصر رسوم متحركة أو تفاعلية.

  • إعلانات البانر المتحركة: تعتمد هذه الإعلانات على رسومات الجرافيك أو الصور المتحركة التي يمكن أن تتحرك أو تومض (تُحدث فلاش) أو تتغير لجذب انتباه المستخدم إليها. ويمكن أن تكون هذه الإعلانات أكثر جاذبية من نظيرتها الثابتة، إلا أنها يمكن أن تؤدي كذلك إلى تشتيت انتباه المستخدمين في حال لم يتم توظيفها على النحو الصحيح.

  • إعلانات البانر التفاعلية: تتيح للمستخدمين إمكانية التفاعل معها من خلال تشغيل لعبة معينة أو تعبئة نموذج ما. كما يمكن أن تكون فعّالة للغاية في إشراك المستخدمين وزيادة معدلات النقر إلى الظهور.

  • إعلانات الوسائط المتعددة (الوسائط الغنية): تستخدم عناصر الوسائط المتعددة مثل الفيديو أو الصوت لإشراك المستخدمين فيها. ويمكن أن تكون أكثر جاذبية عن غيرها من أنواع إعلانات البانر الأخرى إلا أن إنشاؤها قد يكون أكثر تكلفة كذلك.

  • إعلانات البانر القابلة للتوسيع: تبدأ كإعلان بانر صغير ولكن يتم توسيع نطاقها إلى حجم أكبر عندما يتم تداولها فيما بين المستخدمين أو يقومون بالنقر عليها. وتعد هذه النوعية من الإعلانات فعّالة في توفير المزيد من المعلومات للمستخدمين دون الحاجة لتخصيص مساحة إعلانية كبيرة للغاية على صفحة الويب.

  • إعلانات البانر المنبثقة: تظهر في نافذة أو علامة تبويب منفصلة، ويمكن أن تكون أكثر تدخلاً من غيرها من أنواع إعلانات البانر الأخرى. وغالبًا ما يتم حظرها من قبل متلقي الإعلانات بواسطة أدوات حظر (حجب) الإعلانات وقد تكون مزعجة للمستخدمين في حال ما تم الإفراط في استخدامها على نحو متزايد.

  • إعلانات البانر المتنقلة: هي نوعية من الإعلانات تم تصميمها خصيصًا بما يتماشى مع استخدامات الأجهزة المحمولة، كما أنها محسّنة للشاشات الأصغر حجمًا، وغالبًا ما تتضمن ميزات النقر للاتصال أو النقر للتنزيل.

كيف تعمل إعلانات البانر؟

تعمل إعلانات البانر من خلال عرض إعلانات الجرافيك الرسومية أو الوسائط المتعددة على الموقع الإلكتروني أو واجهة تطبيق الجوّال. وعادةً ما يتم بيع هذه الإعلانات من خلال شبكات الإعلانات أو مباشرة من ناشر الموقع أو التطبيق الإلكتروني. وعندما يقوم مستخدم ما بزيارة موقع الويب أو التطبيق الذي يعرض إعلانات البانر، يتم تحميل الإعلانات من خادم المُعلن، ومن ثم يتم عرضها في مساحة مخصصة على صفحة الويب أو واجهة التطبيق. ويمكن أن تشمل طرق الاستهداف إما؛ "الاستهداف السياقي" الذي يعرض الإعلانات بناءً على محتوى صفحة الويب أو التطبيق، أو "الاستهداف السلوكي" الذي يعرض الإعلانات بناءً على سجل تصفح المستخدم واهتماماته.

ومن أجل قياس مستويات أداء إعلانات البانر، يستخدم المُعلنون مجموعة متنوعة من المقاييس المعمول بها بما في ذلك التقييمات الخاصة بنسب النقر إلى الظهور (CTR)، ومرات الظهور، ومعدلات تحويل العملاء. بحيث تُعنى نسبة النقر إلى الظهور بقياس النسبة المئوية للمستخدمين الذين ينقرون على الإعلان، وتقيس مرات الظهور عدد مرات عرض الإعلان على موقع الويب أو التطبيق، بينما تقيس معدلات التحويل النسبة المئوية للمستخدمين الذين يكملون الإجراء المطلوب مثل إجراء عملية شراء أو تعبئة نموذج ما بعد النقر على الإعلان.

ويمكن للمُعلنين استخدام هذه المقاييس لتحسين مستويات أداء حملاتهم الإعلانية إلى أقصى حد ممكن من خلال تعديل معايير الاستهداف أو تحسين التصاميم الإعلانية أو ضبط موضع ظهور الإعلان. كما يمكنهم كذلك استخدام اختبار مستوى الأداء (أ/ب)، والذي يُعرف باسم "اختبار التقسيم"، لمقارنة كافة الاختلافات بين التنسيقات الإعلانية وإعادة الاستهداف للوصول إلى المستخدمين الذين تفاعلوا بالفعل مع إعلان البانر. ومن خلال استخدام هذه الأساليب، يمكن للمعلنين إنشاء حملات إعلانية فعّالة تساهم بدورها في جذب حركة المرور وزيادة عدد الزيارات إلى الموقع الإلكتروني، وذلك بجانب تعزيز حجم المبيعات المرجوة لأعمالهم.

Image of Safari browser

الأحجام القياسية لإعلانات البانر واستخدامها

هناك العديد من أحجام إعلانات البانر الشائعة المستخدمة في الإعلانات الإلكترونية، والتي ربما تكون لاحظت بدقة كافة الاختلافات القائمة بين أنواع تلك الإعلانات خلال مسيرتك الإلكترونية. وتشمل:

  • إعلان بانر ليدربورد بمساحة (728 × 90 بكسل): هو عبارة عن إعلان بانر أفقي كبير الشكل يظهر عادةً في الجزء العلوي من صفحة الويب. ويمكن أن ينطوى على كم هائل من المعلومات، وتُعد تلك النوعية من الإعلانات رائعة للغاية لاسيما فيما بتعلق بالتوعية بالعلامة التجارية وإبرازها.

  • إعلان بانر المستطيل المتوسط بمساحة (300 × 250 بكسل): هو عبارة عن إعلان بانر مستطيل الشكل يمكن وضعه في أماكن مختلفة على صفحة الويب مثل الشريط الجانبي أو ضمن المحتوى المحدد. ويتسم بكونه متعدد الاستخدامات بحيث يمكن توظيفه في الحملات الدعائية للعلامات التجارية والاستجابات المباشرة.

  • إعلان بانر ناطحة السحاب (سكاي سكريبر) بمساحة (160 × 600 بكسل أو 120 × 600 بكسل): هو عبارة عن إعلان بانر عمودي طويل يتم وضعه عادةً في الشريط الجانبي لصفحة الويب. ويتسم بكونه ملائم تمامًا للعلامات التجارية بحيث يمكن استخدامه لعرض مختلف المنتجات أو الخدمات ذات الصلة.

  • إعلان بانر مربع بمساحة (250 × 250 بكسل): هو عبارة عن إعلان بانر مربع يمكن وضعه في أماكن مختلفة على صفحة الويب مثل وضعة ضمن المحتوى أو في الشريط الجانبي. وهو متعدد الاستخدامات بحيث يمكن توظيفه في الحملات الدعائية للعلامات التجارية والاستجابات المباشرة.

  • إعلان بانر المستطيل الكبير بمساحة (336 × 280 بكسل): هو عبارة عن نسخة أكبر من بانر المستطيل المتوسط، ويمكن استخدامه في تقديم رسائل تفصيلية أكثر أو في عرض رسومات جرافيك أكبر.

تستخدم المواقع الإلكترونية مختلف أحجام إعلانات البانر لاستيعاب كافة أنواع المحتوى والتصميمات وكذلك تحسين مستوى تجربة المستخدم. فعلى سبيل المثال، قد يختار الموقع وضع "بانر ليدربورد" في الجزء العلوي من الصفحة لتعزيز مستويات الوضوح والرؤية، أو يختار وضع "بانر المستطيل المتوسط" ضمن المحتوى لتشجيع المُستخدمين على التفاعل مع إعلان البانر. ويمكن للمواقع الإلكترونية استخدام أحجام ومواضع مختلفة لإعلانات البانر لتوفير مجموعة متنوعة من الخيارات للمُعلنين وضمان إدماج تلك الإعلانات بسلاسة في تجربة المستخدم.

هذا، وتعتمد مزايا وعيوب أحجام إعلانات البانر المختلفة في الأساس على الأهداف المحددة للحملة الإعلانية. ويمكن أن تكون إعلانات البانر الكبيرة مثل "إعلان بانر ليدربورد" و"إعلان بانر ناطحة السحاب (سكاي سكريبر)" أكثر جاذبية وفعّالية فيما يتعلق بحملات التوعية بالعلامة التجارية، في حين يمكن أن تكون إعلانات البانر الصغيرة مثل "إعلان بانر المستطيل المتوسط" و"إعلان بانر المربع" أكثر فعالية لحملات الاستجابة المباشرة. ومع ذلك، قد تكون إعلانات البانر الكبيرة أكثر تكلفة في إنتاجها وقد تشغل مساحات قيّمة على صفحة مضيفها، بينما قد تكون إعلانات البانر الصغيرة أقل وضوحًا وفعالية لأنواع معينة من الحملات.

تكلفة إعلانات البانر ومواضع ظهورها الإعلانية

قد تتأثر تكلفة إعلانات البانر بمجموعة متنوعة من العوامل بما في ذلك حجم الإعلان وطبيعة النسق الإعلاني ومقاييس الاستهداف وموضع ظهور الإعلان ومدى شعبية الموقع الإلكتروني أو التطبيق ذي الصلة.

وبشكل عام، يعد إنتاج الإعلانات الأكبر والأكثر تطورًا أكثر تكلفة في إنتاجها وبالتالي تكون أكثر تكلفة من حيث آليات عرضها وتشغيلها، في حين أن الإعلانات ذات المقاييس والمعايير الأكثر استهدافًا مثل الاستهداف السلوكي أو إعادة الاستهداف، يمكن أن تكون أكثر تكلفة بسبب ارتفاع مستوى التخصيص. وبالإضافة إلى ذلك، قد تكون الإعلانات الموجودة على المواقع الإلكترونية أو التطبيقات الشهيرة ذات الكثافة المرورية العالية من حيث عدد الزيارات أكثر تكلفة بسبب ارتفاع الطلب على المساحات الإعلانية. وكما ذكرنا سابقًا، تشمل نماذج التسعير ما يلي:

  • تكلفة النقرة (CPC): يدفع المُعلن في كل مرة ينقر فيها المستخدم على إعلانه.

  • تكلفة الظهور (CPM): يدفع المُعلنون مقابل كل ألف مرة يتم فيها عرض إعلاناتهم على الموقع الإلكتروني أو التطبيق ذي الصلة.

  • تكلفة الاكتساب (CPA): يدفع المُعلنون عندما يكمل المستخدم إجراء معينًا مثل إجراء عملية شراء أو تعبئة نموذج ما.

ثم يتبع ذلك مواضع الظهور الإعلانية والتي لا تقل أهميتها عن تكلفة الإعلانات. حيث عادةً ما يكون لموضع الإعلانات تأثير كبير على مستويات الأداء الإعلاني. ومن المرجح أن يشاهد المستخدمون إعلانات البانر في الأماكن والمساحات البارزة كما هو الحال في الجزء العلوي من صفحة الويب أو ضمن المحتوى، وبالتالي لديهم فرصة أكبر لإنشاء النقرات اللازمة وتحقيق معدلات التحويل المرجوة. وينبغي للمعلنين كذلك مراعاة السياق الإعلاني لتلك الأماكن، وضمان ارتباط الإعلان بمحتوى صفحة الويب أو التطبيق وبما يتماشى مع اهتمامات الجمهور المستهدف. ومن خلال النظر بعناية في موضع ظهور الإعلانات، يمكن للمُعلنين زيادة تأثير إعلانات البانر الخاصة بهم إلى أقصى حد للمساعدة في تحقيق أهداف حملتهم الدعائية.

Shop now button

ما الذي يجعل إعلانات البانر ناجحة؟

توجد العديد من العوامل الفاعلة في إنجاح إعلانات البانر، وهي:

  • الرسائل الواضحة: يجب أن يحتوي الإعلان على رسالة واضحة وموجزة لتوصيل مزايا المنتج أو الخدمة التي يتم الإعلان عنها.

  • التصميم الجذاب: يجب مراعاة تصميم إعلان جاذب من الناحية البصرية ولافت لانتباه المستخدم بشكل بارز على صفحة الويب أو التطبيق.

  • مدى الأهمية: يجب تصميم الإعلان بما يتماشى مع اهتمامات الجمهور المستهدف ومحتوى صفحة الويب أو التطبيق الذي يتم عرضه فيه.

  • الدعوة لاتخاذ إجراء محدد (CTA): يجب أن يتضمن الإعلان عبارة واضحة ومقنعة تحث المستخدمين على اتخاذ إجراء محدد وتشجعهم على النقر على الإعلان والتفاعل مع المعلن.

  • الاستهداف: من المرجح أن تحقق الإعلانات التي تستهدف شرائح جماهيرية محددة بناءً على اهتماماتها وخصائصها الديموغرافية وسلوكياتها نقرات.

  • تحسين الأجهزة المختلفة: يجب تحسين الإعلانات بما يتماشى مع مختلف الأجهزة وأحجام الشاشات مما يضمن ظهورها الجيد وكذلك العمل بشكل صحيح على كافة الأجهزة المكتبية والمتنقلة.

  • إجراء اختبار التقسيم لقياس مستوى الأداء (أ/ب): يجب على المُعلنين اختبار إصدارات مختلفة من إعلاناتهم لمعرفة أفضل أداء ومن ثم استخدام هذه المعلومات لتعزيز الحملات الدعائية القادمة.

وفي مقابل ذلك، فإن الأخطاء الشائعة التي يجب تجنبها عند تصميم إعلانات البانر تشمل؛ التصميم المزدحم، وضعف التباين، والإفراط في استخدام النصوص، والمحتوى غير ذي الصلة أو المضلّل، وعدم إجراء الاختبارات اللازمة. ومن خلال تجنب هذه الأخطاء والتركيز على أفضل الممارسات المعمول بها، يمكن للشركات إنشاء حملات دعائية فعّالة تولد عدد النقرات ومعدلات التحويل المرجوة.

هل لا تزال إعلانات البانر تعمل بفعالية حتى الآن؟

الإجابة بكل تأكيد "نعم" فليس هناك مجال للشك بأن إعلانات البانر مستمرة في العمل بكفاءة وتقدم رسالتها الدعائية بكل فاعلية، وإلا لتخلى عنها المعلنيين منذ فترة طويلة وما شهدنا أي إقبال عليها حتى الآن.

ومع ذلك، يتم مناقشة مدى فعالية إعلانات البانر. وفي حين أظهرت بعض الدراسات أن إعلانات البانر قد تكون فعالة في توليد النقرات والتحويلات المرجوة، إلا أن بعض الدراسات الأخرى أظهرت كذلك بأن المستخدمين أصبحوا أكثر مقاومة لإعلانات البانر وقد يتجنبونها بشكل كبير (وهي ظاهرة تعرف باسم عمى البانر (Banner Blindness)، حيث اعتاد المستخدمين على تجاهل إعلانات البانر بسبب انتشارها وتشابهها). وبالإضافة إلى ذلك، أصبحت برامج حجب الإعلانات أكثر شيوعًا والتي يمكن أن تعوق عرض الإعلانات على المستخدمين من خلال منعها.

ولتجنب مثل هذه التحديات قدر الإمكان، يتعين على الشركات أن تعمل بجد أكبر لإنشاء إعلانات تبرز وتوفر القيمة للمستخدمين، وكذلك مواصلة الاطلاع على أبرز التوجهات الناشئة لضمان تعزيز إعلاناتها واستراتيجياتها بشكل مدروس وتحسين مستويات أدائها بأكبر قدر ممكن من الفعالية. وتشمل هذه التوجهات ما يلي:

  • التخصيص: يستخدم المُعلنون البيانات بشكل متزايد لتخصيص إعلانات البانر، واستهداف شرائح جماهيرية محددة بناءً على اهتماماتهم وسلوكياتهم (سنوافيكم قريبًا بمزيدًا من المعلومات حول التخصيص).

  • الإعلانات التفاعلية: يقوم المُعلنون بتجربة الإعلانات التفاعلية مثل الاختبارات القصيرة والمسابقات والألعاب ومقاطع الفيديو التي تجذب انتباه المستخدمين وتوفر تجربة غامرة أكثر لهم.

  • الإعلانات الأصلية: يقوم المُعلنون بدمج إعلانات البانر ضمن محتوى المواقع الإلكترونية والتطبيقات مما يجعلها تبدو أكثر طبيعية وأقل تدخلاً.

  • تحسين استخدام الأجهزة المحمولة: يركز المعلنون بشكل أساس على تحسين إعلانات البانر الخاصة بهم ذات الصلة بالشاشات الأصغر حجمًا وعمليات التفاعل القائمة على اللمس خاصة في ظل تزايد وصول المستخدمين إلى الإنترنت على الأجهزة المحمولة.

Icon of GPS map

الاستراتيجيات المعنية بتعزيز مرات الظهور وعدد النقرات

ينبغي أن تتضمن الاستراتيجيات الخاصة بتعزيز مرات الظهور والنقر على إعلانات البانر العوامل المذكورة، كما يمكن أن تشمل ما يلي:

  • إعادة الاستهداف: من خلال إعادة الاستهداف، يمكن للشركات إعادة استهداف المستخدمين الذين سبق لهم التفاعل مع موقعهم الإلكتروني أو تطبيقهم، مما يزيد من احتمالية النقر على الإعلان.

  • تحديد عدد مرات الظهور: يمكن للمعلنين الحد من عدد المرات التي يتم فيها عرض إعلان على نفس المستخدم، مما يقلل من خطر التعب أو الإجهاد الإعلاني ويزيد من احتمالية النقرات.

  • الحوافز المشجعة: يمكن للعلامات التجارية تقديم حوافز مثل الخصومات أو الإصدارات التجريبية المجانية أو المحتوى الحصري لتشجيع المستخدمين على النقر على إعلاناتهم.

تعد حملة "شطيرة ووبر ديتور" التي أطلقتها سلسلة الوجبات السريعة "برجر كنج" مثالاً قويًا على كيفية تنفيذ استراتيجية إبداعية وذكية بشكل إيجابي. وقد استخدمت الحملة تقنية السياج الجغرافي (أي تحديد المواقع) لاستهداف المستخدمين الذين كانوا على بعد 600 قدم من مطعم "ماكدونالدز"، حيث قدمت لهم وجبة شطيرة ووبر مقابل سنت واحد فقط إذا طلبوها من خلال تطبيق "برجر كنج" أثناء تواجدهم في الموقع الخاص بـ "ماكدونالدز".

ونتيجة لذلك، حققت الحملة أكثر من 1.5 مليون عملية تنزيل لتطبيق "برجر كنج" وزيادة عدد الزيارات إلى المواقع الخاصة بالسلسلة بنسبة 18.5%. وتعد هذه الحملة ناجحة بكل المقاييس نظرًا لأنها استخدمت الاستهداف والحوافز المشجعة والمفهوم الإبداعي لجذب انتباه المستخدمين وتشجيع النقرات.

إعلانات البانر والتخصيص

لا يخفى على أحد بأن الإنسان ميال بطبيعته إلى حب الشعور بالتقدير والاهتمام، وأنه سيحرص للغاية على مكافأة مثل هذا النوع من الاهتمام المميز. ويعتبر هذا هو الدافع الرئيسي الكامن وراء عمليات التخصيص التي تستخدم البيانات ذات الصلة باهتمامات العميل المحتمل وسلوكه وبياناته الديموغرافية، بالإضافة إلى العديد من العوامل الأخرى لتقديم رسالة دعائية أكثر ملاءمة وتخصيصًا.

وقد أظهرت الدراسات أن الإعلانات المخصصة (المصممة وفقًا لاهتمامات واحتياجات العملاء) ذات معدلات تحويل أعلى مقارنة بنظيرتها غير المخصصة (ذات الطابع العام). وإذا ما تمعنا النظر، سنجد أن الأمر يبدو منطقيًا للغاية حيث تعد الإعلانات المخصصة أكثر ملاءمة وجاذبية وتفاعلاً مع مشاهديها، مما يزيد من احتمالية اتخاذهم للإجراءات اللازمة بشأنها. كما أنها تؤدي إلى تحقيق معدلات تحويل عملاء أعلى وتحسين العائد الاستثماري بشكل أفضل (إلا أنه ينبغي دراسة تلك النوعية من الإعلانات وفهمها بشكل جيد لأنها تُشعر المستخدمين بمدى التدخل الشديد في خصوصيتهم لدرجة توليد مشاعر الخوف لديهم).

ومن أجل جمع البيانات ذات الصلة بالإعلانات المخصصة والشروع في استخدامها، يمكن للشركات استخدام أدوات مثل "مدير إعلانات سناب شات" و"تحليلات جوجل (أداة جوجل أناليتيكس)"، بالإضافة إلى منصات إدارة البيانات التابعة لجهات خارجية. علمًا بأنه يتم جمع هذه البيانات من مجموعة متنوعة من المصادر بما في ذلك ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) وتحليلات الموقع الإلكتروني والملفات التعريفية لوسائل التواصل الاجتماعي ومزودي البيانات التابعين لجهات خارجية.

هذا، ويتعين على المُعلنين الامتثال لكافة قواعد الخصوصية المعمول بها في هذا الجانب ذات الصلة بالبيانات والحصول على موافقة المستخدمين لاستخدام بياناتهم لأغراض التخصيص طوال مراحل سريان العملية وبغض النظر عن طبيعة تلك المنصة الاجتماعية. ويعتبر إدارة الأمور بطريقة مسؤولة أمرًا ضروريًا للغاية من الناحية الأخلاقية والقانونية، كما يتعين على المُعلنين التعامل بشفافية والالتزام بكافة المعايير الخاصة بها فيما يتعلق بسبل استخدام بيانات المستخدمين.

وأخيرًا، ينبغي للشركات أن تقوم بتحليل حملاتها الخاصة بشكل دوري والعمل على تحسينها بناءً على المرئيات المدروسة القائمة على البيانات والإحصاءات لضمان بلوغ أفضل النتائج الممكنة.

كيفية إنشاء إعلانات البانر؟

بافتراض أن التوجه نحو الاعتماد على إعلانات البانر منطقي للغاية بالنسبة لمتابعة نشاطك التجاري، سيتبع ذلك إنشاء إعلانات بانر فعّالة لتحقيق مستهدفاتك، مما يتطلب بدوره التخطيط الدقيق والتصميم الإبداعي وتحديد موضعًا استراتيجيًا لظهور إعلانك. ونستعرض إليك فيما يلي دليل تفصيلي حول كيفية القيام بذلك:

الخطوة الأولى: حدِّد جمهورك المستهدف وأهداف حملتك


قبل أن تبدأ في نسج إعلانات البانر الخاصة بك، عليك أن ترسم خارطة لجمهورك المستهدف وتصيغ أهداف حملتك الإعلانية. كأن تسأل نفسك من هو الجمهور الذي تسعى للوصول إليه من خلال إعلاناتك؟ وما الدور الذي ترغب في أن يلعبوه؟ ستمهد لك الإجابة على هذه الأسئلة الطريق لتصميم إعلان يتردد صداه في أذهان جمهورك ويحقق النتائج المرجوة.

الخطوة الثانية: حدِّد حجم الإعلان وشكله


بمجرد معرفة جمهورك المستهدف وأهداف حملتك الإعلانية، يمكنك تحديد حجم وشكل الإعلان الذان يلبان احتياجاتك على أفضل وجه. وفكر مليًا في موضع ظهور إعلاناتك، والرسالة الإعلانية التي ترغب فعليًا في إيصالها لعملائك، والأدوات الإبداعية المتاحة لك.

‫الخطوة الثالثة: صمِّم إعلاناتك‬


تأكد من اتباع أفضل الممارسات لتصميم إعلاناتك، بحيث تتضمن استخدام رسائل واضحة ومختصرة، ورسومات تخطف الأبصار، وعبارات قوية تحث المستخدمين على اتخاذ إجراء، وذلك وفق الهوية الفريدة لعلامتك التجارية. توفر لك أدوات مثل ناشر Snap، طريقة مجانية لتحويل الصور إلى مقاطع فيديو، وتتيح لك تطبيقات مثل Adobe Photoshop، و Canva، أو Google Web Designer خيارات ممتازة لإنتاج لإعلانات إبداعية تخترق الأسواق.

الخطوة الرابعة: أنشئ إصدارات متعددة من إعلاناتك


ولاختبار فعالية إعلاناتك، أنشئ إصدارات متعددة بتصميمات ورسائل إعلانية مختلفة، ثم اختبرها بواسطة اختبار "A/B" حتى تتمكن من معرفة الإصدار الأفضل أداءً، ثم قم بالتعديلات الضرورية عليه لتحقق أقصى استفادة. 

الخطوة الخامسة: اختبر إعلاناتك


قبيل الشروع في إطلاق إعلاناتك، احرص على اختبارها بدقة لضمان ظهورها وعملها بشكل صحيح. وتأكد من امتثال الإعلانات لإرشادات الحجم والشكل التي تتطلبها المنصّة المضيفة.

الخطوة السادسة: اختر مواضع ظهور الإعلانات المناسبة


تذكر: بأن تحديد مواضع ظهور الإعلانات أمر بالغ الأهمية لنجاح إعلاناتك. وفكّر في الأماكن التي يقضي فيها جمهورك المستهدف وقته على الإنترنت واختر المنصَّات أو المواقع الإلكترونية التي سيكون لإعلاناتك فيها التأثير الأكبر.

الخطوة السابعة: تتبع حملاتك الإعلانية وحسِّنها


فبمجرد إطلاق إعلاناتك، يمكنك تتبع أدائها وإجراء التعديلات عليها حسب الحاجة. —  ولا تنس مراقبة عدد النقرات ومرات الظهور والإحصائيات الرئيسية الأخرى.

هل ترغب في استكشاف المزيد من الخيارات الإعلانية المخصصة التي يتم توفيرها كلها لأعضاء واحدة من أكثر المنصات الاجتماعية تفاعلاً ونشاطًا في هذا الفضاء الرقمي الفسيح؟ يمكنك تجربة ذلك من هنا.

‫سناب شات يُساعد أعمالكم على النمو.‬

انطلقوا